20 March 2014 – بيــان صحفـي

بعث السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رسائل متطابقة الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (لكسمبرغ) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكر فيها أنه بينما  تستمر الجهود الدولية المكثفة لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تواصل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال،  انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وتستمر في حملتها الاستيطانية غير القانونية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وان هذه الأعمال غير القانونية والمدمرة تزيد من تدهورالأوضاع على الأرض وتسمم الأجواء اللازمة لإجراء مفاوضات موضوعية وذات مصداقية لتحقيق حل عادل و دائم وشامل. وذكر السفير منصور أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لاتزال تستهدف الأطفال الفلسطينيين وتستخدم القوة المفرطة والوحشية ضدهم في تجاهل صارخ للحياة البشرية، مشيرا الى قتل قوات الاحتلال للفتى الفلسطيني يوسف آلشوامرة  (14عاما ) بالقرب من بلدة دورا جنوب الخليل، واعتقال فتيان كانا يرافقان الشهيد قرب الجدار. وذكر السفير منصور أنه تقع على إسرائيل، بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، التزامات تجاه  السكان المدنيين الفلسطينيين الرازحين تحت احتلالها وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان،  ولكن إسرائيل مستمرة في سلوكها الوحشي وفي ارتكاب أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان بشكل منهجي ومتعمد ضد الشعب الفلسطيني في انتهاك خطير للقانون الدولي وفي تجاهل صارخ لكل الأعراف والمعايير لحماية السكان المدنيين. في هذا الصدد، فإنه منذ استئناف مفاوضات السلام في أواخر يوليه 2013، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 57 فلسطينيا وأصابت 897  من المدنيين بجروح وقام المستوطنون بأكثر من 500 اعتداء على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم . علاوة على ذلك، في الفترة نفسها، قامت قوات الاحتلال بشن 3,767 غارة عسكرية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، واعتقلت أكثر من 3،000 فلسطينيا، من بينهم أطفال. وتطرق السفير منصور الى الوضع الحرج لأكثر من 5،000  أسير فلسطيني في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية مشيرا الى محنة الأسرى الثمانية المضربين حاليا عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الإداري وسوء معاملتهم. وشدد السفير منصور على  ضرورة إدانة جميع هذه التدابير الإسرائيلية غير القانونية ومطالبة إسرائيل باحترام القانون والامتثال لجميع التزاماتها.

 وذكر السفير منصور أنه في نفس الوقتن تواصل إسرائيل أنشطتها الاستيطانية في فلسطين المحتلة، في انتهاك خطير للقانون الدولي وبما يتناقض مع عملية السلام والهدف من تحقيق الحل القائم على دولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967 مشيرا الى اعلان المسؤولين الإسرائيليين في الأسبوع الماضي وحده عن خطط لبناء أكثر من 1،000 وحدة استيطانية ، بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة. وأنه منذ بدء المفاوضات أعلنت إسرائيل عن عزمها المضي قدما في بناء أكثر من 11،000 وحدة استيطانية . وذكر السفير منصور أن القرارات الإسرائيلية بالشروع في هذه الأعمال غير القانونية لا تقوض بشكل خطير عملية السلام ومصداقية إسرائيل في هذا الصدد فحسب ،ولكنها تقوض بشكل مباشر وخطير احتمالات تحقيق حل الدولتين. وعلاوة على ذلك ، تواصل إسرائيل استفزازاتها وتدابيرها غير القانونية في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة وحولها، ولا سيما في الحرم الشريف، ونواصل فرض قيود شديدة على حرية العبادة للفلسطينيين وتمنع أي شخص تحت سن ال 40 من دخول باحات المسجد الأقصى وتمنع الطلاب من الوصول الى مدارسهم في المنطقة. كما تواصل إسرائيل بلا هوادة الحفريات غير القانونية تحت المسجد الأقصى وفي الوقت نفسه تسمح للمستوطنين والمتطرفين الآخرين  بدخول الحرم الشريف.

واختتم السفير منصور رسائله بالتشديد على أن كل هذه الأعمال تهدد  أساسات وحرمة الحرم الشريف وتثير المشاعر الدينية وتزعزع استقرار الوضع.وان هذه مسألة في غاية الخطورة وطالب المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، بإيلاء اهتمام فوري لها وإرغام إسرائيل على وقف جميع استفزازاتها وأعمالها غير القانونية والعمل على تعزيز الهدوء والالتزام بالسلام . نحن في مرحلة محورية في السعي من اجل تحقيق السلام واحترام القانون الدولي من شأنه أن يسهم إلى حد كبير في إنهاء التوترات وتحقيق السلام.