6 December 2017 – Press Release: Identical letters regarding US actions on Jerusalem

صحفي

 متابعة للتطورات الخطيرة وتداعيات إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل وتوقيعه على نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ولاحقا لرسالة سيادة الرئيس محمود عباس الاستباقية بتاريخ 3 ديسمبر الحالي، بعثت السفير فداء عبدالهادي ناصر القائم بالأعمال بالإنابة للبعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بالأمس برسائل متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (اليابان). كذلك بعثت بنسختين من هذه الرسالة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة.

 في ضوء القرار المؤسف للغاية الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، في مخالفة لقرارات مجلس الأمن والاجماع الدولي طويل الأمد، دعت فيها مجلس الأمن إلى معالجة هذه المسألة الحرجة دون تأخير والعمل بسرعة على الوفاء بمسؤولياته.  وطالبت المجتمع الدولي بضرورة إعادة التأكيد على موقفه الواضح والقانوني بشأن القدس وعلى رفضه جميع الانتهاكات التي تمس بهذا المركز القانوني من أي كان ومتى كان وحثته على المطالبة بإلغاء القرار الأمريكي.

وأشارت إلى قرارات المجلس العديدة المتعلقة بالقدس، بما في ذلك القرارين 476  و 478 في العام 1980، حيث أكدت على عدم جواز اكتساب الاراضي بالقوة وإعترافها بالوضع الخاص للقدس والحاجة الى حماية الاماكن المقدسة في المدينة وتصميمها الواضح على ان جميع التدابير والاجراءات التشريعية والادارية التي تتخدها اسرائيل بهدف تغيير طابع ومركز مدينه القدس ليس لها شرعية قانونية وتشكل انتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب.

كما أشارت أيضا إلى أن مجلس الأمن أكد في القرار 478 (1980) على وجه التحديد أن سن إسرائيل “للقانون الأساسي” بشأن القدس يشكل انتهاكا للقانون الدولي وطالب بإلغائه فورا. ودعا المجلس أيضا جميع الدول الأعضاء إلى قبول قراره بعدم الاعتراف ب “القانون الأساسي” وأي إجراءات أخرى تسعى إلى تغيير طابع القدس ومركزها، ودعت مباشرة “الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحب مثل هذه البعثات من المدينة المقدسة”.

هذا إلى جانب تأكيد المجلس وفي قراره الأخير 2334 والذي تم تبنيه في العام 2016، على أنه “لن يعترف بأي تغييرات في خطوط الرابع من يونيو 1967 ، بما في ذلك القدس، إلا في حدود ما يتفق عليه الطرفان”.

وعليه،  فإن قرار الولايات المتحدة أو أي إجراء آخر يتعارض مع هذه القرارات ليس له أي أثر قانوني ولا يمكن أن يغير من إنطباق القانون الدولي ولا يعطي لاسرائيل السيادة على القدس طالما أن مركزها القانوني لم يحل بعد، فالقدس الشرقية محتلة منذ عام 1967 وإعلان الرئيس الأمريكي لا يغير من هذه الحقيقة.

كما أعادت السفير عبد الهادي ناصر التأكيد على أن قرار مجلس الأمن الأخير 2334 (2016) واضحا فيما يتعلق بانطباق القانون الدولي على القدس. كما كان واضحا في الدعوة إلى ضرورة العكس الفوري للاتجاهات السلبية على الأرض والتي تقوض الحل القائم على وجود دولتين، وحث جميع الأطراف على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتحريض.

وعلاوة على ذلك، فقد أكد القرار بوضوح أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل عادل ودائم وشامل قائم على وجود دولتين على أساس خطوط عام 1967، لا يمكن التوصل إليه إلا على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية.

وعليه، فقد بات لزاما أن ينقل المجتمع الدولي رسالة لا لبس فيها بأن هذا القرار الاستفزازي سيزيد من تشديد التدابير والسياسات الاسرائيلية  غير المشروعة في المدينة المحتلة، الأمر الذي يعني مكافاة سلطات الاحتلال ودعم الافلات من العقاب، وهذا يتناقض تماما مع الجهود الجارية لتهيئة الظروف الازمة لاية مفاوضات تهدف للتوصل إلى حل سلمي.

وأكدت على أنه لا يمكن الاستهانة بتبعات هذه الاستفزازات نظراً لحساسية القدس للشعب الفلسطيني، المسلمين والمسيحين على حد السواء، وكذلك العرب والمسلمون في كافة أنحاء العالم، وأنه لا يمكن التوصل لسلام عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية بدون القدس، وأشارت إلى الأهمية الخاصة التي أولاها المجتمع الدولي للقدس بدءً من قرار التقسيم 181 في العام 1947، وإلى أن أي قرارات أو إجراءات تتجاهل هذه الأبعاد القانونية والدينية والسياسية لقضية القدس سوف تؤدي بالتأكيد إلى تفاقم التوترات وزعزعة الاستقرار مع ما يترتب عن ذلك من آثار وعواقب بعيدة المدى، الأمر الذي يهدد بتحويل هذا الصراع السياسي القابل للحل إلى حرب دينية لا تنتهي والتي سيستغلها المتطرفون بالتأكيد، مما سيغذي التطرف والنزاع في المنطقة وخارجها.

وفي الختام، دعت مجلس الأمن إلى سرعة العمل لتفادي زعزعة الاستقرار في هذه الحالة بالغة الخطورة والتي تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، مؤكدة على أن الشعب الفلسطيني وقيادته وإلى جانبهم جميع دول العالم والذين يؤمنون بالقانون الدولي يتطلعون في هذه اللحظة الحرجة إلى مجلس الأمن بتوقعات عالية بأن يتحمل مسؤولياته وفقا لميثاق الامم المتحدة وأن يعيد سيادة القانون الدولي إلى الجهود الرامية إلى حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وإقامة سلام عادل ودائم يستطيع الشعب الفلسطيني اعمال حقوقه غير القابلة للتصرف وتحقيق حريته في دولة فلسطين المستقله ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.